### زكام ###

كم قتلت اليوم يا فلادمير ؟
أربعة طيور و شاعر
قالها و هو يمسح الغبار عن البندقية ...
إلتقيته هناك بين الصخور الضبابية، أو لعله كان على الكثبان الرملية في مخيلتي
قلت لماذا أنت دائما على سفر؟
قال أعلنت الحرب منذ بداية الأزل، غير أن الصيد شحيح و الجو مطر...
و أنا كما تراني دائما على سفر
و متى ينتهي هذا السفر؟
قال ألا تضن أن النهاية جزء من البداية؟
قلت: على ما يبدو
قال إني ذاهب إلى أقصى الشمال لأبحث عن الدفئ على هامش من الثلج.
قلت توخى الحذر، ألا تخاف ذئاب الشمال أو دبا قد يعبر؟
قال ألا يخافون هم من صياد مصاب بالزكام لا يخسر شيئا إن أقدم ولا يقاتل لأجل إمرأة ...؟ على سفر...
فلادمير وحش الروس قاتل المشاعر قال ذات يوم: حذار من زكام في الخاطرة، لا شيء يوجعني في هذا الكون غير الكون.. قلب أمي، و بسمة أرسمها على شفاه إلاهية تذيب الثلج عن قلبي ، ثم أزول إلى الأبد...
و قلت ربما أنا مثلك على سفر
ثم حملت البندقية، و الجو كان غيما و مطر
وأرسلت رسالة دون عنوان، على جناح حمامة في قارورة ملقاة في عرض البحر
يا ابن أمي، إلى قلب من حجر...
سوف نلتقي غدا في إحدى المنحدرات، فوق السحاب أو على شفير الهاوية نتجرع أقداح النصر ...
قتلت اليوم كثيرا من الخوف و بحارا كان يحتضر لأنه لم يرى في الحياة وجه أمه...لكني أنقذت شاعرا من ضحاياك لأنه اعتذر
لكني ٱكتشفت بعد الصحو من الثمالة أني لم أكتب في الرسلة سوى كلمة واحدة.
...زكام...
و لا زلت إلى الآن أنتضر الرد...

رسالة من بارود قلمي