نكتب فتنطفئ الكلمات
أن تحب أو تكره هو ذاك الشعور الذي لا يخضع لشروط الكون إلا لشروطك و ضوابط أو أحكام شخصية تضبطها على خلفية تجربتك الشخصية أو تجربة أصدقائك... و من هذا المنطلق يمكن أن تتأثر سلبا أو إيجابا بسيران الأحداث و تسارع المواقف و قد يتغيرمفهومك ل السعادة أو الحزن نتيجة ردة فعلك تجاه هذه المواقف و آستنتاجاتك على خلفية ما كنت تظبطه من أحكام شخصية ... هكذا يسير الأمر ... السبب و النتيجة... لذا فإنك و بنسبة كبيرة تسبب ما تستنتجه سواء كان ذلك عن وعي أو غير وعي...و من بين الأسباب الخارجية ما يعرف بالروتين القاتل...من المؤسف أن هذا الروتين قد يسبب عدة آضطربات و قد يؤثر على أحكامك الشخصية بشكل غريب بحيث يصبح من الممكن نتيجة الملل و القلق الدائم أنك تحكم على الأشياء دون أي منطلق فكري أو أي منطق فتتغير بذلك نضرتك ل الحياة و المفاهيم بدرجة كبيرة ..نضرتك ل الأصدقاء ... ل الحبيب حاضرا كان أم غائبا... ل العائلة و جل ما يحيط بك بشكل عام فندمن نتيجة لذلك اللامبالات و قد لا نكترث مطلقا أو نتفاعل إيجابا كان أو سلبا مع ما يعترضنا من مواقف و أحداث خاصة مع العائلة و الأصدقاء فمنا من آختار أن ينسى أو يبتعد و منا من يخير الصمت فئة أخرى تصبح عصبية و تزداد حدة و فئة تكتفي بالنظر من بعيد و تتجنب التدخل أو حتى الدفاع عن النفس... شباب فقد لذة العيش... ماتت قلوبنا و لم نكترث ,تسارعة بنا الأحداث و تباطأت و توقفت عقارب الساعة عن الدوران و لم نكن نعرف معنى الوقت و لا حتى كم الساعة فقد أدمنا العزلة و تلحفنا الصمت ... منا من هجر الأصدقاء و منا من هجر الأقارب ومنا من هجر العبادة و منا من هجر كل شيء ... طوعا أو كراهية لم يكن ذلك يهم ...لكننا أحيانا نخاطب أنفسنا... تتحرك مشاعرنا دون أن ندرك... فنبدع أحيانا في وحشة الضلام و حضرة الغياب... و كثيرا ماندرك... أننا لا ندرك شيئا... أننا أشباح مسجاة في مهب الغياب و أننا إبتعدنا عن التسلسل المنطقي ل الأحداث ..تجاوزنا أننفسنا إلى بعد جديد حيث اللامنطق في اللازمان والامكان... في واحة الخيال الفسيح...في آشتباك الأفكار و هيجان المشاعر... ولا زلنا نرى أنفسنا إثنان لا يلتقيان ...هجرنا الحبيب و هجرنا الأصدقاء و قريبا ستهجرنا الدنيا... قريبا لن تبقى سوى الذكريات... و ستبقى أشباحنا السائرة في الضلام و لن نبقى سوى همسات على شفاه من يذكرنا... إلى ذلك الحين نحن لازلنا نبحث عن سلام الأنفس...ننظر...نسقط...نبتسم...نصمت...ترتفع أصواتنا أمام الأمواج...نبكي... و لحسن الحظ... أننا نكتب أحيانا
... نكتب
فتنطفئ الكلمات