و تستمر الطريق بعيدا
... وقف فجأة أمامي بينما أنا جالس كالعادة على الكرسي... وكنت قد فقدت كل إحساس جميل
... لا الزمان و لا المكان ولا العواطف ٱنتفضت لأناي ... وما ٱستطعت أن أفهمني في تلك اللحظة
فقال ما ٱعتاد أن يقوله ثم غاب في الضباب...وبقي صوت يتردد
لا تحزن إذا مٱعتراك النحيب...أو لما تثقل في عينيك الدموع لا تحزن
... إذا تذكرت ألمك مع الحيب...أو لما تجمد قلبك بين الضلوع
حين وقفت على الأطلال عند المغيب...أو لما أضلم الكون وٱنطفأت الشموع
لا تحزن...... لمرور الأيام السريع... لتغير الأصدقاء... لا تنتظر قدوم الربيع
لسنوات مضت بالكاد تتذكر جلها ... لحلمك الجميل...لذوقك الرفيع
لا تحزن على دفترك القديم... على أوراق الرسم... على وقتك الثمين
... كلهم رحلوا و مازالو يرحلون إلى البعيد... إلى اللازمان و اللامكان
يرحلون عن ذكرياتك عن مرآك
و أستفيق أنا على مونتاج جديد لشريط الذكريات حيث كل شيء موجود عدا الأفراد
و لا يبقى سوى سراب مبهم... وصدى لأصوات كثيرة تحدثك عن اللاشيء
وبين هذه الضوضاء ... لم أجد ردا غير أن أشعل السيجارة ...فأترشف ما بقي بفنجان القهوة بصمتي المعتاد ريثما يحل الليل
... و تستمر الطريق بعيدا