من بحر الأشواقِ

تراودني الشكوك ... تراودني الهواجس في جمع الأصدقاءِ
 فأقلب بصري خلسة... أنظر يمنة ثمّ يسرة في الخفاءِ
 تسللت لنفسي ذكرى و انسابت... كما الفجر عبر الليلة الضلماءِ 
أهمس بإسمك حينا ... و أصدح به حينا كالطائر الغنّاءِ 
و أدّخر فرحة ليست كالفرح و شوقا ليس كالشوق 
دقيقة أو أقل تكفيني ...لوقت اللقاءِ
القليل منى واقعي... و الباقي قلب يؤمن بوجود العنقاءِ
لست أحب كغيري ... ليس هواي من بين الأهواءِ
أحببتك بعيدا عن الكون ... فما التقينا في الدنيا ... علّنا أُجّلنَا لِلقاءٍ في السماءِ 
يقول درويش : لم نفترق ... لكننا لن نلتقي 
هنا... سوف نحيَا... هنا... سوف نموت 
هناك... أحببنَا في صمتٍ... بعيدا... بعيدا... عن هاته الضوضاءِ
 يهم صديقي بالرحيلِ... فأصحو من غفوة الخيال إلى حقيقة الأجواءِ 
... يبتسم... ثم نمضي بعيدًا
...  فيا ليته يعلم كم سبحتُ في لوعة الأشواقِ